
عام
أنا يمني
في حِصّة التعبير، طلب المُعلم مِنّا كتابة الأسباب التي تُحزننا في سبعة أسطر، فكّرت بماذا أبدأ؟
بالخجل حين أمشي بأحذيتي المُمزقة في المدرسة، أم بِعدم حصولي علىَ حقيبة، أم عن الفقر، والعجز، والضعف، أم عن قلة الحيلة عِند التفكير طويلاً بِالمُستقبل، وهلّ أتحدث عن الحرب مع عِلمي بإن جميع الزملاء سيكتبون عنها؟، وهل إنقطاع المياة والكهرباء والرواتب والخدمات بشكلٍ مُتكرّر أسباب منطقية لتجعلني أحزن؟
قرّرت البدء بالكتابة عن بكاء صديقي الذي فقد شقيقه البارحة في الحرب، ولكن تكاثرت الأسباب في رأسي، أردت أن أتأكد من المعلم “هل قلت سبعة أسطر أم سبع أوراق؟”
قبل أن أسأله، خبط بأصبعيه على الطاولة وقال:
“تبقّى مِن الوقت نِصف دقيقة فقط”،
تناولت قلمي علىَ عجل، ثم كتبت:
“أنا يمنيّ” وسلّمتهُ الورقة.
-مُحمد المُ نتصِر.
إدعموني بالنقر على الإعلان الأخضر
الله يعينهم ويعين اهل سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا
لا اله الا الله
الله يعينهم